نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 98
على
الرغم من الآلام الكثيرة التي كانت تعتريه كل حين بسبب التعذيب الذي تعرض له.
وقد
حدث حارثة بن مضرب: دخلت على خباب وقد اكتوى سبع كيات، فسمعته يقول: (لولا إني
سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (لا ينبغي لأحد أن
يتمنى الموت) لألفاني قد تمنيته)، ثم
أتي بكفنه قباطي، فبكى، ثم قال: لكن حمزة عم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم كفن
في بردة، إذا مدت على قدميه قلصت عن رأسه، وإذا مدت على رأسه قلصت عن قدميه، ولقد
رأيتني مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ما أملك دينارا ولا
درهما، وإن في ناحية بيتي في تابوتي لأربعين ألف واف، ولقد خشيت أن تكون عجلت لنا
طيباتنا في حياتنا الدنيا) [1]ومع كل ذلك الوفاء الذي أثبت به
صدق إيمانه إلا أنه ظل خائفا إلى آخر لحظات حياته من تقصيره وتفريطه في حق العهود
التي عاهد بها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وقد روي أن نفرا من أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم زاروه في مرض موته، وقالوا: (أبشر يا أبا عبد الله، إخوانك تقدم
عليهم غدا)، فبكى، وقال: (أما إنه ليس بي جزع، ولكن ذكرتموني أقواما، وسميتموهم لي
إخوانا، وإن أولئك مضوا بأجورهم كما هي، وإني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك
الأعمال ما أوتينا بعدهم) [2]وقد جعله ذلك التواضع والوفاء
يوصي ابنه بقوله: (أي بني إذا أنا مت، فادفني بهذا الظهر، فإنك لو قد دفنتني
بالظهر قيل دفن بالظهر رجل من أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فدفن
الناس موتاهم) [3]
[1]
مسند الحميدي 1/ 86 رقم 158، طبقات ابن سعد 3/ 166، حلية الأولياء 1/ 144، 145،
الزهد لابن المبارك 183، 184 رقم 522، أسد الغابة 2/ 99.