وشرفه
بأن اعتبره سابق قومه، فقال: (بلال سابق الحبشة)[2]
وشرفه
بأن ذكر معاناته والأذى الذي لحقه، وأشركه معه في ذكره، فقال: (لقد أوذيت في الله
وما يؤذى أحد، وأخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة
وما لي ولبلال ما يأكله ذو كبد؛ إلا ما يواري إبط بلال)[3]وإلى
الآن لا تزال صورته ترتسم في الأذهان لتمثل الصحبة الحقيقية تلك التي تتحمل الآلام
في سبيل الإسلام، لا تلك التي لبسها الطلقاء وإخوانهم زورا وبهتانا.وقد ذكر الرواة
الكثير من مشاهد الآلام التي مر بها، وهو يضحي بنفسه في سبيل عقيدته، فعن عروة بن
الزبير قال: (كان بلال لجارية من بني جمح، وكانوا يعذبونه برمضاء مكة، يلصقون ظهره
بالرمضاء لكي يشرك، فقول: أحد أحد، فيمر به ورقة ـ وهو على تلك الحال ـ فيقول:
أحد، أحد، يا بلال. والله، لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا) [4]وعن
ابن إسحاق، قال: (كان أمية يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة؛
ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو
تكفر بمحمد، وتعبد اللات والعزى. فيقول ـ وهو في ذلك البلاء ـ: أحد، أحد)[5]