responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70

أني إنما طوّلت جزعا من القتل لاستكثرت من الصلاة) [1]

وبعد أن انتهى من صلاته، قال: (اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا)، وقد كان معاوية بن أبي سفيان حينها من الذين حضروا يشمتون به وبقتله، فقال: (لقد حضرت مع أبي سفيان، فلقد رأيتني وإن أبا سفيان ليضجعني إلى الأرض فرقا من دعوة خبيب)، وقال حويطب بن عبد العزّى: (لقد رأيتني أدخلت إصبعي في أذنيّ وعدوت هاربا فرقا أن أسمع دعاءه)، وكأن ذلك الاضطجاع وغيره سيحميهم من تلك الدعوة التي نزلت بهم.

فلما صلى الركعتين جعلوه على الخشبة، ثم وجّهوه إلى المدينة وأوثقوه رباطا، ثم قالوا له: (ارجع عن الإسلام نخل سبيلك). قال: (لا والله ما أحب أني رجعت عن الإسلام وأن لي ما في الأرض جميعا). قالوا: (أفتحب أن محمدا في مكانك وأنت جالس في بيتك؟) قال: (لا والله ما أحب أن يشاك محمد شوكة وأنا جالس في بيتي). فجعلوا يقولون: (ارجع يا خبيب)، فقال: (لا أرجع أبدا). قالوا: (أما واللات والعزى لئن لم تفعل لنقتلنّك)، فقال: (إن قتلى في الله لقليل)، ثم قال: (اللهم إني لا أرى إلا وجه عدو، الله إنه ليس هنا أحد يبلغ رسولك عني السلام، فبلّغه أنت عني السلام)

فلما رفع على الخشبة أخذ يدعو، وقد روي عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم (كان جالسا حينها في أصحابه فأخذته غمية كما كانت تأخذه فلما نزل عليه الوحي سمعناه يقول: (وعليه السلام ورحمة الله وبركاته). ثم قال: (هذا جبريل يقرئني من خبيب السلام)، ثم قال: (وعليك السلام، خبيب قتلته قريش)


[1] رواه البخاري (4086)

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست