نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49
في تلك المعركة التي انتصر المسلمون في
بدايتها، ثم انهزموا بسبب انشغالهم بجمع الغنائم.. تميز الصادقون من المترددين،
والثابتون من المولين.. وقد كنتم أنتم أيها الشهداء الطيبون مصاديق للثبات والصدق
والإخلاص، ذلك أنكم لم تترددوا، ولم تفروا، ولم تتوانوا في نصرة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
خاصة بعد أن أشاع المشركون أنه قد قتل.
لقد كان سيد شهدائكم في تلك المعركة حمزة
بن عبد المطلب عم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ذلك الذي بقرت بطنه، وحملت كبده إلى هند بنت عتبة لتأكلها،
وترضي حقدها الذي لا تخمد ناره.
وكان
من شهدائكم فيها عبد الله بن جحش
الأسدي[1]، أحد السابقين إلى
الإسلام، وممن هاجر إلى الحبشة، ثم عاد إلى مكة لما بلغ مهاجري الحبشة إسلام أهل
مكة.. وكان ممن شرفوا بإرسال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لهم في بضع السرايا، وقد قال حينها يصفه: (لأبعثن عليكم رجلا أصبركم
على الجوع والعطش)، قال سعد: فبعث علينا
عبد الله بن جحش فكان أول أمير في الإسلام، ورايته في تلك السرية هي أول راية عقدت
في الإسلام، ونسبت إليه فيما بعد فسميت: (سرية عبد الله بن جحش)[2] في ذلك اليوم الذي
استشهد فيه، أكل وشرب حتى شبع، وكأنه ليس مقدما على تلك المعركة الخطيرة، فقال له بعض
الحاضرين متعجبا: (أتدري أين تغدو؟)، قال: