نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47
ولم
يسمح له بالقتال لصغر سنه، فبكى عمير تألما لذلك، وحينها سمح له الرسول a
بالقتال، فاستشهد.
ومنهم مهجع
العكي[1]، الذي كان عبدا فعتق، وكان من السابقين في الإسلام، وهو من الذين أنزل
الله تعالى فيه قوله: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ [الأنعام: 52]
وغيرهم
من الصادقين الذين لم تصلنا تفاصيل أخبارهم، فلا نعرف عنهم إلا أسماءهم وأنسابهم،
لكن الله يعرفهم، والإسلام يعرفهم، ورسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يشهد لهم، ونحن نتبرك بهم،
ونسأل الله بجاههم سواء عرفناهم أو لم نعرفهم.
ب ـ شهداء أحد:
وبعد تلك الغزوة التي كتب الله فيها
النصر للمسلمين، راحت قريش تستخدم كل ما لديها من قوة مال وعدد وعدة لضرب الإسلام
الضربة القاضية، وقد كان أبو سفيان عدو الإسلام اللدود يتجول بين الأحياء
والعشائر، يحرضهم، ويقول لهم: (إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا
المال على حربه، لعلّنا ندرك منه ثأرنا بمن أصاب منّا)[2]وبعد أن جمع أئمة الكفر أبو سفيان وغيره الأموال الكثيرة، والتي وصف
القرآن الكريم اجتهادهم في جمعها، فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا
ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى
جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾