نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 42
حينها
لم يستعمل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ما
يستعمله المستبدون من التجنيد الإجباري، وإنما راح يستشيركم، ويخبركم عما نزل بكم
لتقرروا ما ترونه مناسبا، حتى يكون إقدامكم صادقا وفي سبيل الله، ومن غير أن تكرهوا
عليه.
وحين
استشاركم قام أحد أبطالكم، وهو المقداد بن الأسود، ذلك الذي أمر الله بحبه، وقال: (يا
رسول الله امض لما أمرك الله، فنحن معك، والله ما نقول لك كما قال قوم موسى لموسى:
﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾
[المائدة: 24]، ولكن اذهب أنت ربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، عن يمينك وشمالك،
وبين يديك وخلفك، والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه
حتى نبلغه) [1]،،
فأشرق وجه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وعلم
أي قوم أنتم.ولم يكن المهاجرون وحدهم من قال مثل تلك الكلمات، بل قال مثلها
الأنصار أيضا، فقد قام أحدكم، وهو شهيد الإسلام سعد بن معاذ، فقال: (يا رسول الله
قد آمنّا بك وصدّقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا
ومواثيقنا، على السّمع والطاعة، فامض لما أردت، ولعلك يا رسول الله تخشى أن تكون
الأنصار ترى عليها ألّا ينصروك إلا في ديارهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم،
فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا
ما شئت، وما أخذت منّا كان أحبّ إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع
لأمرك، فو الله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرنّ معك، والله لو استعرضت
بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلّف منا رجل واحد، وما نكره أن نلقي عدوّنا غدا،
إنّا لصبر