حينها
رحت تسأله قائلا: (يا رسول الله، رأيتك
حين ضربت، ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة)، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (يا سلمان، رأيتَ
ذلك؟)، فقلت: (إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله)، فقال a:
(فإني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها ومدائن كثيرة، حتى
رأيتها بعيني.. ثم ضربت الضربة الثانية، فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها، حتى
رأيتها بعيني.. ثم ضربت الثالثة، فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى، حتى
رأيتها بعيني)[1] وهكذا سرعان ما تعلمت فنون الحكمة، وكيف لا تفعل ذلك، وأنت مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بكل كيانك، وقد أقر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لك بذلك، فقد روي أنه آخى بينك
وبين أبي الدّرداء، فزرته، فرأيته يضيق على نفسه وأهله، فقلت له ناصحا: (إنّ لربّك
عليك حقّا، ولنفسك عليك حقّا. ولأهلك عليك حقّا، فأعط كلّ ذي حقّ حقّه)، وعندما أتى
النّبيّ a،
فذكر ذلك له، قال a: (صدق سلمان) [2]
وهكذا
كنت مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تنهل من الحقائق والقيم وتتمسك بها بكل كيانك إلى
أن توفاه الله تعالى.. حينها رحت تتمسك بكل الوصايا التي أوصى بها، وتنفذها بكل