نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 245
قلت
تصف ذلك: (فبعثت إلى النصارى، فقلت لهم: أين أصل هذا الدين الذي أراكم عليه؟
فقالوا: بالشام، فقلت: فإذا قدِم عليكم من هناك ناسٌ فآذنوني، فقالوا: نفعل، فقدم
عليهم ناس من تجَّارهم، فبعثوا إليَّ أنه قد قدِم علينا تجار من تجَّارنا، فبعثت
إليهم إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الخروج فآذنوني، فقالوا: نفعل، فلما قضوا حوائجهم
وأرادوا الرحيل، بعثوا إليَّ بذلك، فطرحت الحديد الذي في رجلي، ولحقت بهم)
وهكذا
ضحيت بكل ذلك العز والغنى الذي كنت تعيش فيه، ورحت تغامر بكل شيء من أجل الوصول
إلى الحقيقة التي ملأت عليك كل كيانك.
وعندما
سافرت في رحلتك إلى المسيحية لم تقنع بما كان عليه عوام المسيحيين، وإنما رحت تبحث
عن أفضلهم، وأكثرهم إخلاصا، لأن همتك العالية كانت تترفع بك دائما عن السفاسف،
وتدعوك إلى المعالي، لقد ذكرت ذلك، فقلت: (فانطلقت معهم حتى قدِمت الشام، فلما
قدِمتُها سألتُ: مَن أفضل أهل هذا الدين؟ فقالوا: الأسقف صاحب الكنيسة، فجئتُه،
فقلت له: إني أحببت أن أكون معك في كنيستك، وأعبد الله فيها معك، وأتعلَّم منك
الخير، قال: فكن معي)
وهنا
بدأت تكتشف لصوص الله، أولئك الذين يستخدمون الدين وسيلة للدنيا، لقد قلت تصف لص
الكنيسة وأسقفها: (فكنت معه، وكان رجل سوءٍ كان يأمرهم بالصدقة، ويرغبهم فيها،
فإذا جمعها إليه اكتَنَزها ولم يُعطِها المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب ووَرِقٍ،
فأبغضتُه بغضًا شديدًا لما رأيت من حاله، فلم ينشبْ أن مات، فلما جاؤوا ليدفنوه،
قلتُ لهم: إن هذا رجل سوءٍ، وكان يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها، حتى إذا جمعتموها
إليه، اكتنزها ولم يُعطِها المساكين، فقالوا: وما علامة ذلك؟ فقلت: أنا أخرج لكم
كنزها، فقالوا: فهاتِه، فأخرجت لهم سبع قلال مملوءة ذهبًا ووَرِقًا، فلما رأَوا
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 245