وكان
يخصك بالصلاة، ويذكر سر ذلك التخصيص، فعن زاذان الكندي، قال: كنا عند علي ذات يوم
فوافق الناس منه طيب نفس ومزاح، فقالوا: يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك، قال:
عن أي أصحابي؟ قالوا: عن أصحاب محمد a، قال: كل أصحاب محمد a
أصحابي، فعن أيهم؟ قالوا: عن الذين رأيناك تلطفهم بذكرك والصلاة
عليهم دون القوم، حدثنا عن سلمان، قال: من لكم بمثل لقمان الحكيم؟ ذاك امرؤ منا
وإلينا أهل البيت، أدرك العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب
الآخر، بحر لا ينزف) [2]
وكان
يقول لمن سأل عنك، غير عارف بفضلك: (ما أقول في رجل خلق من طينتنا، وروحه مقرونة
بروحنا، خصه الله تبارك وتعالى من العلوم بأولها وآخرها وظاهرها وباطنها وسرها
وعلانيتها)
ثم
يروي لهم كيف كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يعظمك، ويعرف فضلك، فيقول: (ولقد حضرت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وسلمان بين يديه، فدخل أعرابي فنحاه عن مكانه وجلس فيه، فغضب
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حتى در العرق بين عينيه واحمرتا عيناه، ثم
قال: يا أعرابي، أتنحى رجلاً يحبه الله تعالى ورسوله.. يا أعرابي، أتنحي رجلاً ما
حضرني جبريل إلا أمرني عن ربي عز وجل أن أقرئه السلام.. يا أعرابي، إن سلمان مني،
من جفاه فقد جفاني ومن آذاه