نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 207
(ملئ
عمار إيمانا إلى مشاشه)[1]، أي أن الإيمان اختلط بلحمك ودمك وعظمك، وامتزج بسائر أجزائك امتزاجا لا
يقبل التفرقة [2].
ولذلك
صرت محرما على النار، وهل يمكن للنار أن تحرق الإيمان؟.. لقد قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
مخبرا عنك: (دم عمار ولحمه ؛ حرام على النار أن تأكله أو تمسه)[3]
بل إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم دعا لك بألا تمسك النار في
الدنيا، لتصير في هذه الدنيا مثل الخليل عليه السلام، مثلما كان أخوك أبو ذر شبيها
بالمسيح عليه السلام، ومثلما كان أخوك وإمامك علي شبيها بهارون عليه السلام.. لقد
حدث بعضهم عنك، فقال: (عذب المشركون عمارا بالنار، فكان النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يمر به فيمر يده على رأسه
ويقول: (يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم، تقتلك الفئة
الباغية)[4]ولذلك
شرفت بأن تبشر بالجنة، لا وحدك فقط، وإنما مع أسرتك الطيبة التي مثلت الشهادة
بأسمى معانيها.. لقد قال جابر بن عبد الله محدثا عنك: (مر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعمار وأهله وهم
يعذبون، فقال: (أبشروا آل عمار، وآل ياسر، فإن موعدكم الجنة) [5]بل
إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أخبر بما هو أعظم من تلك البشارة، حيث أخبر أن
الجنة