responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 204

يضرني ما قلت، وأن أقع فيها فأنا شر مما تقول)[1]

وقد شاء الله أن تكون الربذة هي مقر جسدك، لتبقى شاهدا على الظلم الذي لحق بك، كما لحق بالصالحين قبلك وبعدك.. لقد حدثت زوجتك عن تلك الموتة الشريفة التي متها، والتي أخبر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عنها، فقالت: لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت، فقال: ما يبكيك؟ قالت: أبكي أنه لا يدلي بتكفينك، وليس لي ثوب من ثيابي يسعك كفنا، وليس لك ثوب يسعك كفنا، قال: فلا تبكي؛ فإني سمعت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يقول لنفر، أنا فيهم: (ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض، فتشهده عصابة من المؤمنين)، وليس من أولئك النفر رجل إلا وقد مات في قرية وجماعة من المسلمين، وأنا الذي أموت بفلاة، والله ما كذبت ولا كذبت، فانظري الطريق، فقالت: أنّى وقد انقطع الحاج.. فكنت أشتد إلى كثيب أقوم عليه أنظر ثم أرجع إليه فأمرضه)

وبينما هي كذلك (إذا بنفر تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم على رحالهم، فألاحت بثوبها، فأقبلوا حتى وقفوا عليها قالوا: ما لك؟ قالت: أمرؤ من المسلمين تكفنونه يموت، قالوا: من هو؟ قالت: أبو ذر، فغدوه بإبلهم ووضعوا السياط في نحورها يستبقون إليه، حتى جاءوه)

وعندما جاءوك رحت تبشرهم قائلا: (أبشروا.. إني سمعت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يقول لنفر أنا فيهم: (ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين)، وليس منهم أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة، وأنا الذي أموت بالفلاة. أنتم تسمعون إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب لي أو لها، أنتم تسمعون


[1] الإمتاع والمؤانسة: 2/ 128.

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست