نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201
كنز
يكوى به في النار، واحتج على ذلك بما لا حجة فيه من الكتاب والسنة.. وجعل الكنز ما
يفضل عن الحاجة.. ولما توفي عبد الرحمن بن عوف وخلف مالا، جعل أبو ذر ذلك من الكنز
الذي يعاقب عليه، وعثمان يناظره في ذلك، حتى دخل كعب ووافق عثمان، فضربه أبو ذر،
وكان قد وقع بينه وبين معاوية بالشام بهذا السبب.. وكان أبو ذر يريد أن يوجب على
الناس ما لم يوجب الله عليهم، ويذمهم على ما لم يذمهم الله عليه، مع أنه مجتهد في
ذلك، مثاب على طاعته كسائر المجتهدين من أمثاله.. وكان عمر يقوم رعيته تقويما
تاما، فلا يعتدي لا الأغنياء ولا الفقراء. فلما كان في خلافة عثمان توسع الأغنياء
في الدنيا، حتى زاد كثير منهم على قدر المباح في المقدار والنوع، وتوسع أبو ذر في
الإنكار حتى نهاهم عن المباحات. وهذا من أسباب الفتن بين الطائفتين.. فكان اعتزال
أبي ذر لهذا السبب، ولم يكن لعثمان مع أبي ذر غرض من الأغراض)[1]
وقد
نسخت هذه الكلمات ـ سيدي ـ كل ما ورد في فضلك، وكل ما نطق به رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في حقك.. فصرت كلما ذكرت لهم اسمك، تجهمت وجوههم، واسودت قلوبهم،
وراح صغيرهم وكبيرهم يخطئك، ويكذب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في الشهادة لك بالصدق.
وهكذا
أصبح هؤلاء هم الهداة والدعاة، والممثلون الرسميون للدين، يتحكمون في أمور الأمة، ويقربون
اليهود وتلاميذ اليهود، والطلقاء وأبناء الطلقاء، ويخطئون الذين شهد لهم رسول الله
a بالصدق والإخلاص والإيمان
والثبات.
ولا
تزال إلى الآن مظلوميتك سيدي.. فكلهم يدافع عن معاوية وكعب الأحبار،