نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 198
نوفي
بالعهد، ونصدق الحديث، ونحسن الجوار، ونقري الضيف، ونواسي الفقير. فلمّا بعث الله
تعالى فينا رسول الله، وأنزل علينا كتابه، كانت تلك الأخلاق يرضاها الله ورسوله،
وكان أحقّ بها أهل الإسلام، وأولى أن يحفظوها، فلبثوا بذلك ما شاء الله أن يلبثوا..
ثمّ إن الولاة، قد أحدثوا أعمالاً قِباحاً لا نعرفها. من سنَّة تطفى ! وبدعة تحيى
! وقائل بحق مكذَّب، وأثرة لغير تقى، وأمين ـ مُستأثر عليه ـ من الصالحين) [1]
4. موتة الحق:
وهكذا
كانت ثورتك على المستكبرين، ونصرتك للمستضعفين، وخشيتك من تحول الإسلام إلى
القارونية البشعة، والرأسمالية الوقحة سببا في ذلك البلاء الذي ابتليت به، والذي
أخبرك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عنه، بل عن
تفاصيله.. وكنت موقنا بذلك، فرحا به.
لقد قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
يشير إليك: (ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين) [2]، وقد شاء الله أن تكون
ذلك الرجل.فبعد أن استعملوا كل وسائل الإغراء لكفك عن تلك الأحاديث التي تدعو إلى
الثورة على تشويه الدين وتحريفه وتحويله إلى القارونية والفرعونية أمروا بنفيك إلى
صحراء الربذة، فخرجت إليها راضيا مطمئنا، لعلمك أن رسالتك قد وصلته، وأنه إن لم
يفهمها ذلك الجيل، فستفهمها الأجيال التالية.لقد
حدث بعضهم عنك يذكر سبب نفيك، فقال: (مررت بالرَّبَذَة، فإذا أنا بأبي ذَرّ فقلت
له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام، فاختلفت أنا ومعاوية في ﴿وَالَّذِينَ
يَكْنِزُونَ
الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّه﴾ [التوبة:
34]، قال معاوية: نزلت في أهل