نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154
قمص
مرحضة مشمرين، مشهمة وجوههم من السهر، فسلمت عليهم، فقالوا: مرحبا بابن عباس، ما
جاء بك؟ فقال: أتيتكم من عند المهاجرين والأنصار، ومن عند صهر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله منكم، فقالت
طائفة منهم: لا تخاصموا قريشا، فإن الله تعالى يقول: ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ
خَصِمُونَ﴾ [الزخرف: 58]، فقال اثنان أو ثلاثة: لنكلمنه) [1]
وهنا
رحت تدعوهم إلى ذلك ما نقموه على الإمام علي قائلا: (هاتوا ما نقمتم على صهر رسول
الله a)،
فقالوا: ثلاثا، أما إحداهن: فإنه حكم الرجال في أمر الله، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنِ
الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ [الأنعام: 57]، فما شأن الرجال والحكم؟ فقلت:
هذه واحدة، قالوا: وإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم، فلئن كانوا مؤمنين ما حل لنا
قتالهم وسبيهم، قالوا: ومحى نفسه من أمير المؤمنين، فإذا لم يكن أمير المؤمنين
فإنه أمير الكافرين)
وبعد
أن استمعت إليهم بكل هدوء، رحت ترد عليهم بكل حكمة، وقد بدأت بما بدأوا به، فرددت
على شبهتهم الأولى بقولك: (أما قولكم: حكم الرجال في أمر الله، أنا أقرأ عليكم في
كتاب الله ما ينقض قولكم، إن الله صير من حكمه إلى الرجال في ربع درهم ثمن أرنب،
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ
وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا
قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾ [المائدة: 95]،
وفي المرأة وزوجها، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا
فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا
إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾
[النساء: 35]،