نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147
ليلة،
فانطلقت إلى المسجد، فصلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم العشاء الآخرة حتى لم يبق في المسجد أحد غيره،
قال: ثم مر بي، فقال: «من هذا؟» فقلت: عبد الله، قال: «فمه» قلت: أمرني أبي أن
أبيت بكم الليلة، قال: «فالحق» فلما دخل، قال: «افرشوا لعبد الله» قال: فأتيت
بوسادة من مسوح، قال: وتقدم إلي العباس أن لا تنامن حتى تحفظ صلاته، قال: فقدم
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فنام حتى سمعت غطيطه، قال: ثم استوى على فراشه فرفع رأسه إلى السماء
فقال: «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات، ثم تلا هذه الآية من آخر سورة آل عمران حتى
ختمها ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190]،
ثم استن بسواكه، ثم توضأ ثم دخل مصلاه فصلى ركعتين ليستا بقصيرتين ولا طويلتين،
فصلى ثم أوتر فلما قضى صلاته سمعته يقول: «اللهم اجعل في بصري نورا، واجعل في سمعي
نورا، واجعل في لساني نورا، واجعل في قلبي نورا، واجعل عن يميني نورا، واجعل عن
شمالي نورا، واجعل أمامي نورا، واجعل من خلفي نورا، واجعل من فوقي نورا، واجعل من
أسفل مني نورا، واجعل لي يوم لقائك نورا، وأعظم لي نورا) [1]
ومما
رويته من كرامات قربك من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ذلك الدعاء الطويل الجميل
الذي حفظته رغم صغر سنك، وهو ما يدل على اهتمامك البالغ بكل ما يفعله رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وهو أعظم دلائل الصدق والإخلاص.
فقد
حدثت عن نفسك، تحكي بكل دقة تفاصيل ما حصل: (بعثني العباس إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة، فقام رسول
الله a يصلي من
[1]
المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 617)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم
يخرجاه.
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147