نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 124
ثم
علموا من القرآن ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها قال: ينام الرجل النومة فتقبض
الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل
المجل ؛ كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا ؛ وليس فيه شيء فيصبح الناس
يتبايعون فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة فيقال: إن في بني فلان رجلا أمينا، ويقال
للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده ؛ وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان.. ولقد
أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما رده علي الإسلام، وإن كان
نصرانيا رده علي ساعيه، فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا.)
[1]
وكنت
تقول لهم: (لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع)[2]
وكنت
تذكر لهم كيف يستولي هذا الصنف على أراضي المستضعفين وأموالهم، فقلت: (لكأني براكب
قد أناخ بكم، فقال: الأرض أرضنا، والمال مالنا، فحال بين الأرامل والمساكين، وبين
المال الذي أفاء الله على آبائهم)[3]
هذه
سيدي بعض أحاديثك في الفتن.. وهي كافية لمن يريد أن يتخلص من كل تلك الشوائب التي
علقت بالدين، والتي اعتبرت ما سمته [عهد السلف] عهدا معصوما، ولو أنهم استمعوا
لأحاديثك، لعرفوا أن ذلك الشيطان استعمل ذلك العهد كل قواه لتحريف الدين، وتحويله
من دين إلهي مملوء بالقيم الرفيعة إلى دين بشري مملوء
[1]
رواه البخاري (6497) واللفظ له ومسلم (143) وأحمد (5 / 383) وعبد الرزاق (11 /
157) والطيالسي (1 / 57) والترمذي (2179) وابن ماجه (4053)و الحميدي في مسنده (1 /
211) وابن حبان (15 / 164)والبيهقي في الكبرى (10 / 122)