نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121
وكنت
تعلم أن الإرهاب سيغزو هذه الأمة، وسيقتل الناس لأجل معتقداتهم، ولذلك كنت تحذر من
استعمال السيف في الفتنة، وتقول: (إن مما أتخوف عليكم رجلا قرأ القرآن، حتى إذا
رئيت عليه بهجته، وكان رداء للإسلام أعزه إلى ما شاء الله، انسلخ منه ونبذه وراء
ظهره، وخرج على جاره بالسيف ورماه بالشرك)، قال: قلت: يا رسول الله أيهما أولى
بالشرك؟ المرمي أم الرامي؟ قال: (لا بل الرامي)[1]
وكنت
تقول ناصحا: (إياكم والفتن، لا يشخص إليها أحد، فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته
كما ينسف السيل الدمن، إنها مشبهة مقبلة حتى يقول الجاهل: هذه تشبه، وتبين مدبرة،
فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم، وكسروا سيوفكم، وقطعوا أوتاركم)[2]
وتقول:
(إن للفتنة وقفات وبغتات، فمن استطاع أن يموت في وقفاتها فليفعل)[3]
وتقول:
(ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق)[4]
وكنت
تدعوهم إلى العودة إلى القرآن الكريم لتمييز الحق من الباطل عندما يشتبهان بسبب
الفتن، فقد سألك بعضهم، فقال: إن الفتنة وقعت، فحدثني ما سمعته، قال: (أولم يأتكم
اليقين، كتاب الله عز وجل؟)[5]