نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120
وكنت تذكر لهم أن هناك فتنا كثيرة لا تقل عن
الدجال في انتظارهم، فعن أبي عمرو الشيباني قال: كنت عند حذيفة جالسا إذ جاء
أعرابي حتى جثا بين يديه فقال: أخرج الدجال؟ فقال له حذيفة: (وما الدجال إن ما دون
الدجال أخوف من الدجال إنما فتنته أربعون ليلة) [1]
وكنت
تذكر لهم صفات المتعرضين للفتن، وسبب تعرضهم لها، فتقول: (إن الفتنة وكلت بثلاث:
بالحاد النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف، وبالخطيب الذي يدعو إليها،
وبالسيد، فأما هذان فتبطحهما لوجوههما، وأما السيد فتبحثه حتى تبلو ما عنده)[2]
وكنت
تحذرهم من الأمراء والانصياع لهم، فأبوابهم هي أبواب الفتن، وتقول: (إياكم ومواقف
الفتن) قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال: (أبواب الأمراء، يدخل أحدكم
على الأمير فيصدقه بالكذب ويقول ما ليس فيه)[3]
وكنت
تقول لهم: (لا يمشين رجل منكم شبرا إلى ذي سلطان ليذله فلا والله لا يزال قوم
أذلوا السلطان أذلاء إلى يوم القيامة) [4]
وكنت
تقول لهم: (اتقوا أبواب الأمراء فإنها مواقف الفتن ألا أن الفتنة شبيهة مقبلة
وتبين مدبرة)[5]