نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 3
المقدمة
هذا الكتاب محاولة لتعميق المحبة الحقيقية لأهل بيت
النبوة، وإخراجها من السطحية والسذاجة والتناقض إلى المعاني الحقيقية المرادة
منها، والتي تنسجم مع العقل والفطرة والدين.
ذلك أن كل تلك الأحاديث النبوية الكثيرة المتفق
عليها، والتي تعتبر حبهم والولاء لهم ركنا من أركان الدين، وشعبة من شعب الإيمان،
في نفس الوقت الذي تعتبر فيه بغضهم نفاقا، لم تكن تقصد ذلك الحب السطحي الذي يتغني
فيه المرء بمن يحب من دون أن يكون له أي آثار عملية.
فذلك غير صحيح، لأن محبة أهل البيت تندرج ضمن محبة
المسلمين جميعا، ولا يصح لأحد أن يفاضل في ذلك.. لكن المراد منها ما هو أعمق منها.
فقد كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ـ بما
أعطاه الله من علم بما سيحصل لأمته من تحريف وتبديل ـ يعلم جيدا حاجة الأمة إلى
البوصلة التي تحدد لها الاتجاه الصحيح، والسفينة التي تحتاج إلى ركوبها، حتى لا
تغرق في بحر الفتن..
وكان
أولى الناس بذلك ـ لا بسبب نسبهم فقط ـ أهل البيت، لا بذلك المعنى الساذج الذي
يتصوره البعض، ويفاخر به، ويطلب من الناس أن يحسنوا إليه، ويقفوا تعظيما له بسبب
ذلك النسب الذي يحمله.. فذلك لا يتناسب مع الدين، ولا مع قيم الدين، بل هو يتناقض
معها، وقد ورد في الحديث الصحيح: (من أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه)[1]
ولكن
أهل البيت الموصى بهم هم أولئك الذين وقفوا في وجه الطغيان،
وبذلوا
[1] رواه مسلم (2699)
، وأبو داود (1455) و (4946) ، وابن ماجه (225)
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 3