نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163
لقضاء ويصير قاضي القضاة، فأبى حتى ضُرب مئة وعشرة
أسواط، وأخرج من السجن على أن يلزم الباب، وطلب منه أن يفتي فيما يرفع إليه من
الأحكام، وكان يرسل إليه المسائل، وكان لا يفتي، فأمر أن يعاد إلى السجن، فأُعيد
وغُلظ عليه وضُيق تضييقاً شديداً.. وقد اتفق الرواة على أنه حُبس، وأنه لم يجلس
للإفتاء والتدريس بعد ذلك، إذ إنه مات بعد هذه المحنة أو معها، ولكن اختلفت
الرواية: أمات محبوساً بعد الضرب الذي تكاد الروايات تتفق عليه أيضاً؟ أم مات
محبوساً بالسم فلم يُكتف بضربه بل سقي السم ليعجل موته؟ أم أُطلق من حبسه قبل موته
فمات في منزله بعد المحنة ومُنع من التدريس والاتصال بالناس؟ كل هذه الروايات
رُويت)[1]
وهكذا حصل للإمام مالك الذي ضرب ضربا شديدا، بسبب
فتواه ذلك الحين بعدم وقوع طلاق المُستَكرَه الذي تم إجباره على إيقاع الطلاق على
غير إرادةٍ منه.. ومع أن الفتوى عادية، وهي محل اتفاق بين الفقهاء إلا أن
المستبدين من بني العباس فهموا منها أن مالكا يفتي الناس بجواز خلع بيعتهم
للمنصور.. لأنهم بايعوه كرها.
ولكن من يزعمون أنهم تلاميذ مالك وأبي حنيفة الآن
يصرون على تعظيم المنصور، وتعظيم كل أصحاب الملوك العضوض، غافلين عن الجرائم التي
ارتكبوها لا في حق أهل البيت فقط، وإنما في حق أئمتهم الذين يتبعونهم ويقلدونهم.
وهكذا ذكر أبو زهرة ما فعل بالإمام الشافعي الذي كاد
يقتل بسبب اتهامه بالولاء لأهل البيت، فقد قال: (لما نزل الشافعي
باليمن، ومن أعمالها نجران، كان بها والٍ ظالم، فكان الشافعي يأخذ على يديه، أي
ينصحه وينهاه، ويمنع مظالمه أن تصل إلى من تحت