نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
إلى خير عم في الدنيا
سيدي أبا طالب.. يا عم رسول اللهa وحاميه وناصره..
يا من جعلك الله كفيلا لنبيه وسندا له منذ ولادته إلى
آخر يوم من حياتك.. يا من رأيت المعجزات الباهرات.. وتشرفت برؤية الأنوار
الساطعات.. وسمعت من فم الحبيب الكلمات النيرات..
ماذا عساي أقول لك.. لقد عدت خاوي الوفاض.. فلم
ينفعهم ما ذكرته لهم من فضلك وجهدك في خدمة الإسلام ونبيه.. ولم
ينفعهم ما ذكرته لهم من عقلك وطهارتك وإيمانك.. ولم ينفعهم ذلك الجدل الذي
استعملته معهم لأخاطب عقولهم.. ولم تنفعهم تلك الخطب الحزينة التي خاطبت بها
عواطفهم..
لقد رفضوا كل ذلك.. ولو كنتُ معهم حين أوردت عليهم ما
أوردت لأوسعوني ضربا، أو لرموني بالحجارة، أو لحاصروني في الشعب كما حاصروك مع
ابنك وابن أخيك محمد a.
وأنا لا أبالي في سبيلك سيدي كل ما يقولون.. لأني
أعلم أن القلوب إذا طبعت، والعقول إذا ختمت، لا تكاد تبصر أو تسمع، ﴿
أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾
[الأعراف: 179]
لقد قلت لهم بكل صدق وإخلاص: يا قوم.. أين عقولكم؟..
هل تتصورون هذا الرجل العظيم الذي قدم كل هذه الخدمات، والذي عاش كل هذا العمر مع
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يبخل الله عليه بهداية قلبه..
ألم ترووا في كتبكم أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان يضع يده على صدر المنافق، فيسلم، وكان
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16