نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 159
فاحتال بعض مواليهم حتى أدخل عليهم شيئاً من الغالية،
فكانوا يدفعون بشمها تلك الروائح المنتنة، وكان الورم في أقدامهم، فلا يزال يرتفع
حتى يبلغ الفوَاد فيموت صاحبه)
وذكروا (أنّهم لمّا حبسوا في هذا الموضع أشكل عليهم
أوقات الصلاة، فجزّأوا القرآن خمسة أجزاء، فكانوا يصلّون الصلاة على فراغ كل واحد
منهم من جزئه وكان عدد من بقي منهم خمسة، فمات اسماعيل بن الحسن فترك عندهم فجيف،
فصعق داود بن الحسن فمات، وأتى برأس إبراهيم بن عبد اللّه فوجه به المنصور مع
الربيع إليهم فوضع الرأس بين أيديهم وعبد اللّه يصلي، فقال له إدريس أخوه: اسرع في
صلاتك يا أبا محمد، فالتفت إليه وأخذ الرأس فوضعه في حجره، وقال له: أهلاً وسهلاً
يا أبا القاسم، واللّه لقد كنت من الذين قال اللّه عزّ وجلّ فيهم: ﴿الَّذِينَ
يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ
يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾ [الرعد: 20، 21]، فقال له الربيع: كيف أبو
القاسم في نفسه؟ قال: كما قال الشاعر:
فتى كان يحميه من الذلّ سيفه... ويكفيه
أن يأتي الذنوب اجتنابها
ثم التفت إلى الربيع: فقال: قل لصاحبك قد مضى من بؤسنا
أيّام ومن نعيمك أيّام؟ والملتقى، القيامة. قال الربيع: فما رأيت المنصور قطّ أشدّ
انكساراً منه في الوقت الذي بلغته الرسالة)[1]
للأسف سيدي
هذه الحقائق صارت مغيبة، وصار من لبسوا عمائم الدين يتواصون على كتمانها، حتى يبقى
لذلك الذي سموه منصورا حرمته وقداسته.. وهم لا يعلمون أنهم بتقديسهم لفرعون يظلمون
موسى.. وبتقديسهم للطغاة، يجعلون الدين أداة بأيديهم.