نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120
﴾ [الحج: 19]، وقد روى المحدثون في ذلك عنك
أنك قلت: (أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم
القيامة)، وقال قيس بن عبادة: (وفيهم أنزلت ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾ [الحج: 19] قال: هم الذين تبارزوا يوم بدر،
حمزة وعلي وعبيدة ـ أو أبو عبيدة ـ بن الحارث، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة
والوليد بن عتبة[1].
وهكذا كانت شجاعتك في معركة أحد التي فر فيها الكثير
عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، في نفس
الوقت الذي ثبت فيه ثباتا عظيما، لا يكاد يذكره أحد[2].
وفي هذه المعركة أيضا قتلت الكثير من المشركين، وكنت
أنت الذي أخذ بيد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حينما وقع في الحفرة[3]..
ولما جرح النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم كنت أنت الذي
سكب الماء عليه، وفاطمة تغسل الدم عن وجهه a [4].
وهكذا كانت شجاعتك يوم
الخندق.. ذلك اليوم الذي اجتمع فيها الشرك والنفاق واليهودية لضرب الإسلام، ووصف
الله فيه كيف تزلزلت القلوب بقوله: ﴿إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ
أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ
وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾
[الأحزاب:10]
في ذلك اليوم الذي ارتعدت فيه
القلوب، وبلغت الحناجر، وقال ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم
مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا﴾ [الأحزاب:12]
كان قلبك ـ مولاي وسيدي ـ ثابتا ممتلئا قوة وإيمانا.