نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 107
لا يقاس بك أحد في ذلك..
وهكذا الكثير من الأقارب الذين جمعهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عندما أنزل عليه قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ
الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: 214]، والذين أسلموا، وكتموا إسلامهم، حتى
يقوموا بدورهم في حفظ الإسلام، وحفظ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
ولم يشذ عنهم في ذلك إلا ذلك الخائن البليد أبا لهب
الذي أثرت فيه زوجه أم جميل أروى بنت حرب بن أمية، أخت أبي سفيان، وعمة معاوية،
تلك التي ورد ذكرها مع أبي لهب في القرآن الكريم، والتي آثرها وآثر قومها على رسول
الله a، فنزل فيه وفيها قوله تعالى: ﴿تَبَّتْ
يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)
سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي
جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)﴾ [المسد: 1 - 5]
وهي آيات كريمة تبين أن السبب الذي جعل أولئك الأقارب
الذين تشرفوا بحماية رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لم يكن
مجرد الحمية القبلية، ولا القرابة، ولا العشائرية.. ولكنه الاقتناع بالإسلام.. ذلك
أن عبد المطلب وبني هاشم كانوا يعلمون بالخير المدخر لهم من عند الله.
وقد ذكر المؤرخون العدول الذين لم تؤثر فيهم تدليسات
الفئة الباغية أن عبد المطلب كان وعشيرته من المؤمنين الموحدين، ومن الحنفاء الذين
يتبعون ملة إبراهيم عليه السلام، ويذكرون أنه كان يمنع من طواف العراة، ويوفي
بالنذر، ويؤمن بالمعاد، ويحرم الزنى، والخمر، ونكاح المحارم، وكان يأمر ولده بترك
الظلم والبغي، ويحثهم على مكارم الأخلاق، وينهاهم عن دنيات الأمور، وكان مجاب
الدعوة [1].
وهم يروون عن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه قال:
(يا علي، إن عبد المطلب كان لا يستقسم بالأزلام،
[1]
السيرة الحلبية ج 1 ص 4، والسيرة النبوية لدحلان (مطبوع بهامش السيرة الحلبية) ج 1
ص 21.
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 107