نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 92
والاحتجاب منهم
يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فيصغر عندهم الكبير، ويعظم الصغير، ويقبح الحسن،
ويحسن القبيح، ويشاب الحق بالباطل، وإنما الوالي بشر لا يعرف ما تواري عنه الناس
به من الأمور، وليست على الحق سمات تعرف بها ضروب الصدق من الكذب. وإنما أنت أحد
رجلين: إمّا امرؤ سخت نفسك بالبذل في الحق، ففيم احتجابك من واجب حقّ تعطيه، أو
فعل كريم تسديه، أو مبتلى بالمنع، فما أسرع كفّ الناس عن مسألتك إذا أيسوا من
بذلك! مع أن أكثر حاجات الناس إليك مما لا مؤونة فيه عليك من شكاة مظلمة، أو طلب
إنصاف في معاملة)[1]
وكتبت إلى آخر تقول: (ولا يكن لك إلى
الناس سفير إلّا لسانك، ولا حاجب إلّا وجهك، ولا تحجبنّ ذا حاجة عن لقائك بها،
فإنها إن زيدت عن أبوابك في أول وردها، لم تحمد فيما بعد على قضائها)[2]
هذه بعض
تجليات عدلك، كما حفظته لنا الدواوين، وإلا فإنه يستحيل على أي كان أن يسجل
حقيقته، وكيف يطيق ذلك.. وأنت القرآن الناطق.. وأنت تربية رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. وأنت الصراط المستقيم.