نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 76
موالى
ومعارف، فتمنعنا أن نهدى لهم وتمنعهم أن يقبلوا منا؟ فقلت لهم: (كل العرب لكم
موال، وليس ينبغى لأحد من المسلمين أن يقبل هديتكم. وإن غصبكم أحد فأعلمونا)
لم يملكوا
حينها إلا أن يقولوا: (يا أمير المؤمنين، إنا نحب أن تقبل هديتنا وكرامتنا)، فقلت
لهم: (ويحكم، نحن أغنى منكم)[1]
وكنت ـ لما
وهبك الله من رحمة وعدالة ـ تغضب إذا ما رأيت أي نوع من أنواع الأذى يصب على هؤلاء
المخالفين لدينك، والذين يعيشون تحت سلطتك، وقد روى المؤرخون أنك مررت بشيخ نصراني
مكفوف يسأل الناس، فقلت: (ما هذا)، فقالوا: (يا أمير المؤمنين نصراني)، فقلت غاضبا: (استعملتموه حتى إذا كبر، وعجز منعتموه)، التفت إلى مسؤولي بيت المال، وقلت: (أنفقوا عليه من بيت
المال)[2]
ليس ذلك فقط،
وإنما كنت تتعامل معهم بكل ما تقتضيه العدالة والرحمة من قيم، وقد روى المؤرخون أنّك
افتقدت درعك، ثم وجدتها عند نصراني، فلم تأخذها منه، ولم تعاقبه على جرمه، وإنما
ذهبت به إلى القاضي، ثم جلست إلى جانب خصمك، وقلت: إنها درعي لم أبع ولم أهب..
فقال القاضي للنصراني: ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين؟.. فقال النصراني: ما
الدرع إلّا درعي، وما أمير المؤمنين بكاذب.. فالتفت القاضي إليك يسألك عن البينة،
فضحكت، وقلت: ما لي بيّنة.. فلم يملك القاضي إلا أن يحكم للنصراني.
بعدها مشيت
من غير أن تؤنب النصراني، أو تعاتب القاضي.. فإذا بالنصراني يخطو خطوات قليلة، ثم
يعود قائلا: (أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه يقضي