نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 64
فقلت لهم
محتجا عليهم: (ويحكم! هو ليس لي بثقة! لقد فارقني وخذل الناس عنّي، ثم إنه هرب
شهورا إلى مكة حتى أمنته، لكن هذا عبد الله بن عباس أولّيه ذلك)
حينها تحركت
أمراض الجاهلية في أولئك الذين زعموا صحبتهم لك، وصاح صائحهم: (و الله لا يحكم
فيها مضريان)[1]
وحين طرحوا
هذا قلت لهم: (إن أبيتم ابن عباس،
فالأشتر).. والأشتر قحطاني مثلهم.. لكنهم رفضوا، وقالوا: (وهل سعر الأرض، وهاج هذا الأمر، وأشعل
ما نحن فيه إلّا الأشتر؟ لا نرضى بغير أبي موسى الأشعري.. فإنه حذّرنا ما وقعنا فيه)
حينها قلت
لهم: (إن معاوية لم يكن ليضع لهذا الأمر أحدا هو أوثق برأيه في نظره من عمرو بن
العاص، وإنّه لا يصحّ للقرشي إلّا مثله. فعليكم بعبد الله بن عباس فارموا به، فإن
عمرو بن العاص لا يعقد عقدة إلّا حلها عبد الله، ولا يحلّ عقدة إلّا عقدها)[2]
لكنهم أصروا
على عنادهم وكبريائهم.. ولم تجد إلا أن تنفذ لهم رغبتهم، مع علمك بما سيؤول إليه
أمرهم.. لكنك لم تكن لتتنازل عن مبادئك في سبيل أي مصلحة من المصالح.
أما عدوك
اللدود فرعون هذه الأمة.. فقد عمل مع أهل الشام بمثل ما عمل به سلفه فرعون، كما
قال تعالى: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا
فَاسِقِين﴾ [الزخرف:54]، ولذلك لم يكن ليستشيرهم، وإنما كان يقابل كل من
يتوسم فيه مخالفته له بقتله أمام الملأ، أو بدس السم له في العسل.
النظام.. لا
الفوضى:
[1] يقصدون أن ابن العاص وابن
عباس من قريش فهما مضريان، أما أغلب الخوارج فمن قحطان، وبين مضر وقحطان عداء قديم
وتنافس منذ الجاهلية.