نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57
وهكذا قال
قبلهما الجاحظ عندما قارن بينك وبين البغاة والظلمة: (كان عليٌّ لايستعمل في حربه
إلا ماعدّله ووافق فيه الكتاب والسنة، وكان معاوية يستعمل خلاف الكتاب والسنة،
ويستعمل جميع المكايد، وجميع الخدع، حلالها وحرامها، ويسير في الحرب سيرة ملك
الهند إذا لاقى كسرى، وخاقان إذا لاقى زنبيل، وفنغور إذا لاقى المهراج، وعليّ
يقول: لاتبدؤوهم بقتل حتى يبدؤوكم، ولاتتبعوا مدبراً ولا تجهزوا على جريح، ولا تفتحوا
باباً مغلقاً)[1]
بل هكذا شهد
لك غير المسلمين ممن بهرتهم عدالتك وزهدك وعفافك وكل شيء فيك، فقد قال الكاتب
والأديب المسيحي جبران خليل جبران، يذكرك: (قتل علي في محراب عبادته لشدة عدله)[2]
الشورى.. لا الاستبداد:
وهكذا ـ سيدي
ـ سرت في حكمك لرعيتك بعدما شاء الله أن تتولى أمر المسلمين برضاهم ورغبتهم.. فأنت
لم تطبق فيهم إلا سنة حبيبك a الذي رباك على
يديه.. والذي قال الله له: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ الله لِنتَ لَهُمْ
وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ
عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ
فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين﴾ [آل
عمران:159]
لقد كانت هذه
الآية الكريمة.. وكان تنفيذ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
لها هو دستورك الذي سرت عليه في حياتك جميعا، وفي الفترة التي تنعمت فيها الأمة
بحكمك لها.
لقد قلت
معبرا عن سنتك في ذلك: (ألا وإن لكم عندي ألّا أحتجز دونكم سرا
إلّا في حرب، ولا أطوي دونكم أمرا إلّا في حكم، ولا أؤخّر لكم حقا عن محله، ولا
أقف