responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 190

ثم ذكرت له الأربع الثانية، فقلت: (يا بني، وإيّاك ومصادقة الأحمق! فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.. وإيّاك ومصادقة الكذّاب! فإنه يقرّب عليك البعيد، ويبعّد عليك القريب.. وإيّاك ومصادقة البخيل! فإنه يقعد بك عند أحوج ما تكون إليه.. وإيّاك ومصادقة الفاجر! فإنه يبيعك في نفاقه)

ومنها قولك في الأعمال وموجباتها والكرم الإلهي المرتبط بها: (من أعطي أربعا لم يحرم أربعا: من أعطي الدّعاء لم‌ يحرم الإجابة، ومن أعطي التّوبة لم يحرم القبول، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، ومن أعطي الشّكر لم يحرم الزّيادة) [1]

التحقيق والمقاصدية:

أما علم التحقيق والمقاصدية وما يتفرع منه من علوم، فكل خطبك ورسائلك تصب فيه.. ذلك أنك لا تتحدث في الرسوم، وإنما تتحدث في الحقائق.. الحقائق التي تعيشها وتراها، وتتلقاها من تعليم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، ومن تدبر القرآن الكريم.

ولو أن الأمة أخذت بعلومك في هذا، لعرفت كيف تتعامل مع الدين، ولما ضيعت قيمه ومقاصده انشغالا بطقوسه ورسومه.

ومن كلماتك في هذا ـ سيدي ـ هذه الكلمات، بل هذه الجواهر المقاصدية العالية، والتي تشمل الدين كله: (فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك، والصّلاة تنزيها عن الكبر، والزّكاة تسبيبا للرّزق، والصّيام ابتلاء لإخلاص الخلق، والحجّ تقربة للدّين، والجهاد عزّا للإسلام، والأمر بالمعروف مصلحة للعوامّ، والنّهي عن المنكر ردعا للسّفهاء، وصلة الرّحم منماة للعدد، والقصاص حقنا للدّماء، وإقامة الحدود إعظاما للمحارم، وترك شرب الخمر تحصينا للعقل، ومجانبة السّرقة إيجابا للعفّة، وترك الزّنا تحصينا للنّسب،


[1] نهج البلاغة: الحكمة(135)

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست