نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 173
واستنصحوه
على أنفسكم، واتهموا عليه آراء كم، واستعشوا فيه أهواءكم.. وإن الله سبحانه لم يعظ
أحدا بمثل هذا القرآن فإنه حبل الله المتين، وسببه الأمين، وفيه ربيع القلب،
وينابيع العلم، وما للقلب جلاء غيره، مع أنه قد ذهب المتذكرون، وبقي الناسون
والمتناسون) [1]
وقد حدث الحارث
الأعور عن سر حرصك على الدعوة للقرآن الكريم، وعلاقة الفتن بهجره، فقال: دخلت على
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقلت: يا أمير المؤمنين إنا إذا كنا عندك سمعنا
الذي نسد به ديننا، وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة، لا ندري ما هي؟
قال: أو قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: أتاني جبرئيل فقال: يا محمد سيكون
في أمتك فتنة، قلت: فما المخرج منها؟ فقال كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خير
وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من وليه من جبار فعمل بغيره
قصمه الله، ومن التمس الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر
الحكيم، وهو الصراط المستقيم، لا تزيفه الأهواء ولا تلبسه الألسنة، ولا يخلق عن
الرد، ولا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء هو الذي لم تكنه الجن إذ سمعه، أن
قالوا: ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي
إِلَى الرُّشْدِ ﴾ [الجن:1-2]، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن اعتصم
به هدي إلى صراط مستقيم، هو الكتاب العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا
من خلفه تنزيل من حكيم حميد)[2]
وفي خطبة
أخرى قلت: (ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفا مصابيحه وسراجا لا يخبو توقده، وبحرا
لا يدرك قعره، ومنها جا لا يضل نهجه، وشعاعا لا يظلم ضوؤه،