نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 169
ليل ونهار ولا مسير، ولا مقام إلاّ وقد أقرأنيها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وعلّمني تأويلها...
)[1]
أذكر جيدا أنه عندما قلت هذا انبرى لك أحد الجاهلين بقدرك، وقال: يا أمير
المؤمنين، فما كان ينزل عليه، وأنت غائب عنه؟
فأجبته بقولك: (كان يحفظ عليّ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ما كان ينزل عليه من القرآن،
وأنا غائب عنه، حتّى أقدم عليه فيقرأنيه، ويقول: يا عليّ، أنزل الله بعدك عليّ كذا
وكذا، وتأويله كذا وكذا، فيعلّمني تنزيله وتأويله)[2]
بل ورد في تفسير قوله تعالى:﴿لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً
وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَة﴾ [الحاقة:12]
أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال لك عند
نزولها: (سألت الله أن يجعلها أُذنك يا عليّ)، وقد استجاب الله دعاء نبيه a، وكنت
تقول: ( فما نسيت شيئاً بعد ذلك وما كان لي أن أنسى)[3]
بل إن سعيد
بن المسيّب، وفي الزمن الذي تولى فيه الطلقاء، شهد لك بذلك، وكان يقول: (لم يكن
أحد من الصحابة يقول: سلوني، إلاّ عليّ بن أبي طالب)[4]
ولذلك كنت
تقول مخاطبا أصحابك: (لو تعلمون
ما أعلم ممّا طوي عنكم غيبه، إذا لخرجتم إلى الصّعدات تبكون على أعمالكم، وتلتدمون
على أنفسكم، ولتركتم أموالكم لا حارس لها ولا خالف عليها، ولهمّت كلّ امرئ منكم
نفسه لا يلتفت إلى غيرها.. ولكنّكم نسيتم ما ذكّرتم، وأمنتم ما حذّرتم، فتاه عنكم
رأيكم، وتشتّت عليكم أمركم، ولوددت أنّ اللّه فرّق بيني وبينكم، وألحقني بمن هو
أحقّ بي منكم: قوم واللّه