نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 167
ومنها قولك: (الهي كأني بنفسي قد أضجعت في حفرتها، وانصرف عنها
المشيّعون من عشيرتها، وناداها من شفير القبر ذوو مودّتها ورحمها، المعادي لها في
الحياة عند صرعتها، ولم يخف على الناظرين إليها ذلّ فاقتها، ولا على من قد رآها
توسّدت الثرى عجز حيلتها، فقلت: ملائكتي فريد نأى عنه الأقربون، ووحيد جفاه
الأهلون، وخذله المؤمّلون، نزل بي قريبا، وأصبح في اللحد غريبا، وقد كان لي في دار
الدنيا راعيا، ولنظري إليه في هذا اليوم راجيا، فتحسن عند ذلك ضيافتي، وتكون أشفق
عليّ من أهلي وقرابتي) [1]
ومنها قولك:
(إلهي سترت عليّ في الدنيا ذنوبا ولم تظهرها، فلا تفضحني يوم ألقاك على رؤوس
العالمين، واسترها عليّ هناك يا أرحم الراحمين.. إلهي لو طبّقت ذنوبي بين السماء والأرض، وخرقت
النجوم، وبلغت أسفل الثرى، ما ردّني اليأس عن توقّع غفرانك، ولا صرفني القنوط عن
انتظار رضوانك.. إلهي سعت نفسي إليك لنفسي تستوهبها، وفتحت أفواه أملها تستوجبها،
فهب لها ما سألت، وجد لها بما طلبت، فإنك أكرم الأكرمين، بتحقيق أمل الآملين) [2]
إلى آخر دعواتك
الكثيرة، والممتلئة بالمعاني السامية الرفيعة.