نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 162
هذه بعض أوصافك
لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وأنت أعرف الناس به، وأكثرهم
معاشرة ومعايشة له.. ولو أن الأمة أخذت بها، واكتفت، لما طال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تلك التشويهات التي ألقاها الشيطان على ألسنة من
لم يعرفوه، ولم يقدروه حق قدره.
معرفة المعاد:
أما المعارف
المرتبطة بالمعاد.. فقد بثثت لنا منها الكثير.. ولاتخلو خطبة ولا رسالة من رسائلك
من ذكر الموت وما بعده..وليس ذلك عجيبا منك، فأنت ابن القرآن.. وما كان لك أن تقصر
في منهجه الذي يربط الدنيا بالآخرة، ويربط العمل بالجزاء.
ومن كلماتك
المأثورة ـ سيدي ـ في هذا قولك في وصيتك لابنك الحسن، والتي تقول فيها له: (يا
بنيّ، أكثر من ذكر الموت، وذكر ما تهجم عليه، وتفضي بعد الموت إليه، حتّى يأتيك
وقد أخذت منه حذرك، وشددت له أزرك، ولا يأتيك بغتة فيبهرك. وإيّاك أن تغترّ بما
ترى من إخلاد أهل الدّنيا إليها وتكالبهم عليها، فقد نبّأك الله عنها، ونعت هي لك
عن نفسها، وتكشّفت لك عن مساويها. فإنّما أهلها كلاب عاوية، وسباع ضارية، يهرّ
بعضها على بعض، ويأكل عزيزها ذليلها، ويقهر كبيرها صغيرها، نعم معقّلة وأخرى مهملة،
قد أضلّت عقولها، وركبت مجهولها، سروح عاهة بواد وعث، ليس لها راع يقمها، ولا مسيم
يسيمها، سلكت بهم الدّنيا طريق العمى، وأخذت بأبصارهم عن منار الهدى، فتاهوا في
حيرتها، وغرقوا في نعمتها، واتّخذوها ربّا فلعبت بهم ولعبوا بها، ونسوا ما وراءها) [1]
ومنها قولك
في خطبة من خطبك: (فاتّقوا الله عباد اللّه، وبادروا آجالكم بأعمالكم، وابتاعوا ما
يبقى لكم بما يزول عنكم، وترحّلوا فقد جدّ بكم، واستعدّوا