نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 152
زعمت أنّ لك مع
اللّه شركا في مشيئته)
ثم قلت له: أيّها السائل، إنّ اللّه عزّ وجل يصح ويداوي، منه الدّاء
ومنه الدواء، أعقلت؟.. فقال: نعم.
وغيرها من
كلماتك ـ سيدي ـ التي حفظت بها حمى التوحيد من أن يصيبه دنس التشبيه والتجسيم
والشرك والحلول والاتحاد.. كما أصاب غيرنا من الأمم، بل كما أصاب من غفلوا عن هديك
وهدي قرآنهم ونبيهم وراحو إلى المنابع المدنسة يأخذون عنها.
المعرفة بملائكة الله:
تلك قطرة من بحر معارفك بالله.. أما المعارف المرتبطة بعالم
الملائكة.. فقد بثثت لنا منها الكثير.. ولو أننا تدبرنا ما ذكرت، وأعملناه، كما
أوصانا بذلك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، لما دخلت تلك التشويهات والتدنيسات لهذه العوالم المقدسة.
ومن ذلك وصفك للملائكة عليهم السلام، وتنزيهك لهم عن تلك الأوصاف
التي كانت تنتشر في المجتمع حينها، والتي سربتها إلى الإسلام خرافات الأمم
السابقة.
فقد قلت ـ
سيدي ـ في خطبة من خطبك تصفهم: (.. من ملائكة أسكنتهم سماواتك، ورفعتهم عن أرضك،
هم أعلم خلقك بك، وأخوفهم لك، وأقربهم منك. لم يسكنوا الأصلاب، ولم يضمّنوا الأرحام،
ولم يخلقوا من ماء مهين، ولم يتشعّبهم ريب المنون. وإنّهم على مكانهم منك،
ومنزلتهم عندك، واستجماع أهوائهم فيك، وكثرة طاعتهم لك، وقلّة غفلتهم عن أمرك، لو
عاينوا كنه ما خفي عليهم منك، لحقّروا أعمالهم، ولزروا على أنفسهم، ولعرفوا أنّهم
لم يعبدوك حقّ
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 152