نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141
العريكة، نفسه
أصلب من الصّلد، وهو أذلّ من العبد)
[1]
ومنها قولك،
وأنت تصف أخا لك في الله لم تسمه: (كان لي فيما مضى أخ في اللّه، وكان يعظمه في عيني: صغر الدّنيا في عينه،
وكان خارجا من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره
صامتا، فإن قال بذّ القائلين، ونقع غليل السّائلين، وكان ضعيفا مستضعفا، فإن جاء
الجدّ فهو ليث غاب، وصلّ واد، لا يدلي بحجّة حتّى يأتي قاضيا، وكان لا يلوم أحدا
على ما يجد العذر في مثله حتّى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعا إلّا عند برئه،
وكان يقول ما يفعل، ولا يقول ما لا يفعل، وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على
السّكوت، وكان على ما يسمع أحرص منه على أن يتكلّم، وكان إذا بدهه أمران ينظر
أيّهما أقرب إلى الهوى فيخالفه) [2]
ثم قلت
لأصحابك واعظا: (فعليكم بهذه الخلائق فالزموها، وتنافسوا فيها، فإن لم تستطيعوها
فاعلموا أنّ أخذ القليل خير من ترك الكثير)
وهكذا عرفت
الولاية من خلال وصفك لأصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
النجباء الذين أحسنوا الصحبة، وأعطوها حقها، وحافظوا على عهودهم لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ولم يبيعوها بمتاع من الدنيا قليل، فقد قلت في
وصفهم: (لقد رأيت أصحاب محمّد a، فما أرى أحدا يشبههم منكم! لقد كانوا
يصبحون شعثا غبرا، وقد باتوا سجّدا وقياما، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون
على مثل الجمر من ذكر معادهم! كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم! إذا ذكر
اللّه هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم، ومادوا كما يميد الشّجر يوم الرّيح العاصف،
خوفا من العقاب، ورجاء للثّواب)[3]