نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 123
ورجاء للثواب
أما الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلا. يحزنون به أنفسهم
ويستثيرون به دواء دائهم. فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، وتطلعت
نفوسهم إليها شوقا، وظنوا أنها نصب أعينهم. وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها
مسامع قلوبهم، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم، فهم حانون على أوساطهم،
مفترشون لجباههم وأكفهم وركبهم، وأطراف أقدامهم، يطلبون إلى الله تعالى في فكاك
رقابهم. وأما النهار فحلماء علماء، أبرار أتقياء)[1]
وفي خطبة
أخرى، قلت: (طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها، وعركت بجنبها بؤسها، وهجرت في الليل
غمضها، حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها، وتوسدت كفها، في معشر أسهر عيونهم
خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهمت بذكر ربهم شفاههم، وتقشعت بطول
استغفارهم ذنوبهم، (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم
المفلحون)[2]
وفي خطبة
أخرى قلت: (فاسعوا في فكاك رقابكم من قبل أن تغلق رهائنها. أسهروا عيونكم، وأضمروا
بطونكم واستعملوا أقدامكم)[3]
وفي حديث
نقله لنا نوف البكالي عنك، قال: رأيت أمير المؤمنين ذات ليلة، وقد خرج من فراشه،
فنظر في النجوم فقال لي: يا نوف، أراقد أنت أم رامق؟ فقلت: بل رامق قال يا نوف،
طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا،
وترابها فراشا، وماءها طيبا، والقرآن شعارا، والدعاء دثارا، ثم قرضوا الدنيا قرضا
على منهاج المسيح.. يا نوف، إن داود عليه السلام: قام في مثل هذه الساعة من الليل