نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121
الله من ذلك
كاملا غير مثلوم ولا منقوص، بالغا من بدنك ما بلغ. وإذا قمت في صلاتك للناس، فلا
تكونن منفرا ولا مضيعا، فإن في الناس من به العلة وله الحاجة. وقد سألت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حين
وجهني إلى اليمن كيف أصلي بهم فقال: (صل
بهم كصلاة أضعفهم، وكن بالمؤمنين رحيما)[1]
وكنت ـ سيدي
ـ لا تكتفي بالدعوة للفرائض، بل كنت تدعو بلسانك وحالك إلى الفرائض والنوافل،
وخاصة قيام الليل، والتهجد فيه لله عز وجل، وكلماتك في هذا كثيرة جدا، ومنها قولك
ـ وأنت تدعوهم إلى التأسي بالسابقين الصادقين ـ: (أين القوم الذين دعوا إلى
الإسلام فقبلوه، وقرؤوا القرآن فأحكموه، وهيجوا إلى الجهاد فولهوا وله اللقاح إلى
أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها، وأخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا، وصفا صفا. بعض
هلك، وبعض نجا. لا يبشرون بالأحياء، ولا يعزون عن الموتى. مره العيون من البكاء،
خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء صفر الألوان من السهر. على وجوههم
غبرة الخاشعين. أولئك إخواني الذاهبون. فحق لنا أن نظمأ إليهم، ونعض الأيدي على
فراقهم) [2]
وقلت في خطبة
أخرى، تتحدث عن أولياء الله وأصفيائه: (عباد الله، إن تقوى الله حمت أولياء الله
محارمه، وألزمت قلوبهم مخافته، حتى أسهرت لياليهم، وأظمأت هواجرهم فأخذوا الراحة
بالنصب، والري بالظمإ، واستقربوا الأجل، فبادروا العمل، وكذبوا الأمل فلاحظوا
الأجل) [3]
وفي خطبة
أخرى، قلت: (فاتقوا الله عباد الله تقية ذي لب شغل التفكر قلبه،