نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 117
وأشخصها عن
القلب، وغيّبها عن البصر، وكذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه، وأن يذكر عنده)
ثم رحت تخاطب
عقولهم، وتقول: (لقد كان في رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ما يدلّك على
مساوئ الدّنيا وعيوبها، إذ جاع فيها مع خاصّته، وزويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته، فلينظر
ناظر بعقله، أكرم اللّه محمّدا بذلك أم أهانه؟.. فإن قال: أهانه فقد كذب واللّه
العظيم بالإفك العظيم.. وإن قال: أكرمه، فليعلم أنّ اللّه قد أهان غيره حيث بسط
الدّنيا له، وزواها عن أقرب النّاس منه.. فتأسّى متأسّ بنبيّه، واقتصّ أثره، وولج
مولجه، وإلّا فلا يأمن الهلكة، فإنّ اللّه جعل محمّدا a علما للسّاعة، ومبشّرا بالجنّة، ومنذرا
بالعقوبة، خرج من الدّنيا خميصا، وورد الآخرة سليما، لم يضع حجرا على حجر حتّى مضى
لسبيله، وأجاب داعي ربّه.. فما أعظم منّة اللّه عندنا حين أنعم علينا به، سلفا
نتّبعه، وقائدا نطأ عقبه)
وقد كان سلوكك
سيدي في حياتك جميعا مطابقا لقولك.. وقد روي في الروايات الكثيرة من أحبابك
وأعدائك ما يثبت ذلك..
فقد ذكرك الأرقم،
فقال: (رأيت علي بن أبي طالب يعرض سيفا له في رحبة الكوفة ويقول: (من يشتري مني
سيفي هذا والله لقد جلوت به غير مرة عن وجه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
ولو كان عندي أربعة دراهم ثمن إزار لم أبعه)[1]
وذكرك سفيان،
فقال: (إن عليا لم يبن آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وان كان
ليؤتى بحبوبه من المدينة في جراب.. وكان يختم على الجراب الذي يأكل منه ويقول: لا
احب أن يدخل بطني إلا ما اعلم) [2]