نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 110
الملطخين.
ولهذا اعتبر
القرآن الكريم التثاقل إلى الدنيا، والرغبة فيها والرغبة عن فضل الله سبب
الانتكاسة الإنسانية، قال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا
فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين (175) وَلَوْ
شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ
هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ
تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون (176) سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ
الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُون﴾ [الأعراف:175-177]
وقد كنت ـ
سيدي ـ ترى بعينيك كيف تشتري الفئة الباغية ذمم الناس بأموالها وبهرجها وزخارفها..
لذلك كنت تدعو إلى الزهد، وتربي أصحابك عليه، كما كان a
يربيك عليه.
الزهد.. والترفع:
ولهذا كنت
تردد بين أصحابك وأتباعك، كل الحكم والمواعظ الداعية للترفع عن الدنيا.. فلا يمكن
أن تنبت شجرة المكارم في أرض غرس فيها حب الدنيا..
وقد حفظ لنا التاريخ من كلماتك البليغة في هذا قولك: (إليك عنّي يا
دنيا، فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، وأفلتّ من حبائلك، واجتنبت الذّهاب
في مداحضك، أين القرون الّذين غررتهم بمداعبك؟ أين الأمم الّذين فتنتهم بزخارفك؟
فها هم رهائن القبور، ومضامين اللّحود! واللّه لو كنت شخصا مرئيّا، وقالبا حسّيّا،
لأقمت عليك حدود اللّه في عباد غررتهم بالأمانيّ، وأمم ألقيتهم في المهاوي، وملوك
أسلمتهم إلى التّلف، وأوردتهم موارد البلاء إذ لا ورد ولا صدر.. هيهات من وطئ دحضك
زلق، ومن ركب لججك غرق، ومن ازورّ عن حبائلك وفّق، والسّالم منك لا يبالي إن ضاق
به
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 110