responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 261

الأخيرة لك، فذكر أنك جلست على المنبر، فقلت: (إن عبدا خيره الله تعالى أن يؤتيه من زهرة الدنيا وما عنده، فاختار ما عنده)[1]

بل إنك ـ سيدي ـ كنت تدعو الله كل حين، وفي تلك الظروف الصعبة أن يرزقك الله القوت والكفاف من غير أن يتجاوزهما، فقد كنت تقول:(اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا)[2]

بل إنك ـ سيدي ـ كنت تسأل الله حياة المسكنة التي هي أقرب أنواع الحياة للعبودية، وكنت تقول: (اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين)[3]

وكنت تقول: (اللهم توفني فقيرا، ولا توفني غنيا، واحشرني في زمرة المساكين، فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا، وعذاب الآخرة)[4]

ولم تكن تكتفي بذلك ـ سيدي ـ بل كنت تتهرب من كل ما يمكن أن يملأ حياتك بذخا وترفا.. بل من كل ما يملؤها هدوءا ودعة.. فقد روي أن امرأة من الأنصار رأت فراشك عباءة خشنة، فانطلقت، فبعثت إليك بفراش حشوه الصوف، فلما رأيته سألت عنه، فقيل لك: يا رسول الله فلانة الأنصارية دخلت، فرأت فراشك، فذهبت، فبعثت إلي بهذا الفراش، فأمرتهم برده، وقلت: (والله لو شئت لأجرى الله معي الجبال ذهبا وفضة)[5]

ولذلك تواترت الروايات ومعها الشهود الكثيرون على تلك الحياة البسيطة التي كنت تعيشها، والتي دعاك الله إليها، فقال: Pوَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ


[1] رواه البخاري، وغيره.

[2] رواه البخاري ومسلم.

[3] رواه ابن المبارك والترمذي.

[4] رواه ابن عدي.

[5] رواه الحسن بن عرفة في جزئه المشهور، وابن عساكر.

نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست