responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 46

رغباتهم.

يارب.. هم لجهلهم بك.. يتصورون أن كمالك في أن تسلم الشر لإله آخر يديره، وتتمحض أنت للخير المجرد.. ويحصل بينكما الصراع..

ويل لهم، وما أضعف عقولهم. أليس من الحكمة والرحمة واللطف أن يكون كل شيء بيدك.. فأنت الخير المطلق.. وأنت الذي لك الأسماء الحسنى والكمال الأعظم.. وأنت الذي لم ترد الشر ابتداء، وإنما كان الشر نتيجة لتلك النفوس التي أبت إلا أن تختار هذا السبيل.. وأنت بكرمك ولطفك لا ترد من رغب في شيء عن رغبته.

فعندما استكبر إبليس عن السجود لآدم كان في إمكانك أن تفرض عليه سلطتك وتجبره على السجود.. لكنك لم تفعل.. بل تركته لحريته..

بل كنت تريد أن يظهر بذلك المظهر حتى يكشف عن حقيقته التي كانت مملوءة بالكبر والحسد.. ولولا ذلك الأمر ما ظهر كبره ولا حسده، ولظل يخدع غيره بعبادته وتقواه.

وهكذا عندما طلب أن يؤخر ليوم البعث، تركته، وأعطيته الفرصة، وجعلته وسيلة من الوسائل التي تميز بها الطيب من الخبيث..

لقد صار مثل ذلك المغناطيس الذي ينقي الذهب من الشوائب التي لا يحق لها أن توضع مع المعادن النفيسة والحجارة الكريمة.

وهكذا كانت مشيئتك رب في أن تضع معالم الهداية والضلال، فقد أرسلت الرسل الذين يبينون الحقائق للناس، وتركت في نفس الوقت الفرصة لمن يضلهم، لأنه لا يتحقق التمييز إلا بتوفر السبل الكثيرة التي تجعل الإنسان يختار بمحض إرادته ما تميل إليه نفسه..

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست