responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 174

يا رب .. لو أدرك عبادك الغافلون عنك المعارضون لك ما في شرائعك من المصالح التي وفرتها لهم، لخجلوا من أنفسهم، ولاكتفوا بالعودة إليك.. فهل يمكن لمن أنشأ كل هذه العوالم أن يغفل عن مصلحة عباده، أو أن يدعوهم إلى ما يضرهم؟

يا رب.. لقد كان جهلهم بك، وبعلمك الواسع، وخبرتك العظيمة سبب تلك الجرأة عليك، حين توهموا أن شرائعك خاصة بزمان دون زمان، أو مكان دون مكان.. وكيف ذلك، وأنت رب المكان والزمان؟

يا رب.. لقد كان من لطفك بعبادك أن أريتهم بعض جرائر معارضتهم لك.. حيث سقطوا في الحروب.. وانتكست إنسانيتهم وأخلاقهم.. ولو نفذوا شريعتك المملوءة بالسلام.. وطبقوا قوانينها المملوءة بالقيم الرفيعة، لارتفعوا بإنسانيتهم، ولتحولت البشرية إلى المدينة الفاضلة التي لا يعيش فيها إلا الصادقون الصالحون، أولئك الذين تتنزل عليهم البركات من السماء والأرض.

يا رب.. لقد وضعتنا في هذه الدنيا موضع الاختبار والامتحان لنختار بين أن تكون أنت ملكنا أو أولئك الذين اختبرتنا بهم، واختبرتهم بنا.. فاجعلنا نختارك أنت.. فأنت الملك، وما عداك عبيد.. وأنت الحاكم، ومن عداك رعية..

يا رب.. واجعلنا لا نخشى غيرك حتى لو سلط علينا سيوف قهره.. ولا نرجو فضل غيرك حتى لو أمطر علينا سحائب كرمه .. حتى لا يكون ذلك حجابا بيننا وبين قول كلمة الحق التي أمرتنا بها.. أو مواقف الحق التي أمرتنا بوقوفها.

يا رب.. أنت الذي تهب الملك لمن تشاء.. وتنزع الملك ممن تشاء.. فاجعلنا ملوكا على أنفسنا.. حتى لا تتسلط علينا أهواؤنا.. واجعل أنبياءك وأولياءك ملوكا على عقولنا وقلوبنا وأرواحنا حتى تكون طاعتنا لهم مقربة لنا منهم، ومزلفة لنا لديك.

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست