نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73
من هذا
القياس[1] ؛ وهي تؤكد أن بعثرة الذرات المادية في الجسم
الإنساني لا تقضي على الحياة؛ لأن (الحياة) شيء آخر، وهي مستقلة بذاتها، باقية بعد
فناء الذرات المادية وتغيرها.
فالجسم
الانساني يتألف من خلايا صغيرة جدا ومعقدة، يزيد عددها في الجسم الانساني العادي
على 0000000000000، 260 خلية، وهي مثل الطوب الصغير، ينبني منه هيكل أجسامنا، لكن
الفرق بين طوب أجسامنا والطوب الطيني شاسع جدا.. فطوب الطين الذي يستخدم في
العمارات يبقى كما هو.. بينما يتغير طوب الجسم الإنساني في كل دقيقة، بل في كل
ثانية.
فالخلايا
تنقص بسرعة، كالآلات التي تتآكل باحتكاكها واستهلاكها، ولكن هذا النقص يعوضه
الغذاء، فهو يهيء للجسم قوالب الطوب التي يحتاج اليها بعد نقص خلاياه واستهلاكها،
وهكذا فإن الجسم يغير نفسه بنفسه بصفة مستمرة.
وهو ـ
بذلك ـ يشبه النهر الجاري المملوء دائما بالمياه، لايمكن أن نجد به نفس الماء الذي
كان يجري فيه منذ برهة، لأنه لايستقر، فالنهر يغير نفسه بنفسه دائما، ومع ذلك فهو
نفس النهر الذي وجد منذ زمن طويل، ولكن الماء لايبقى، بل يتغير.
و بناء
على هذا، فإنه يأتي وقت لاتبقى فيه أية خلية قديمة في الجسم، لأن الخلايا الجديدة
أخذت مكانها.. وهذه العملية تتكرر في هذه الطفولة والشباب بسرعة ثم تستمر بهدوء
ملحوظ في الكهولة، ولو حسبنا معدل التجدد في هذه العملية فسوف نخرج بأنها تحدث مرة
كل عشرة سنين.
لكن مع
ذلك، ومع أن الجسم يتعرض للفناء المادي الظاهري، إلا أن الإنسان في الداخل
لايتغير، بل يبقى كما كان: علمه، وعاداته، وحافظته، وأمانيه، وأفكاره، تبقى كلها
[1]
رجعنا في الرد على ما يقوله الماديون في هذا الجانب إلى كتاب: الإسلام يتحدى: ص85،
فما بعدها، ونفس الرد نجده في مراجع أخرى كثيرة.
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73