نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 541
وإنما
تعني التجوهر بالحقائق والقيم، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ
اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ [فاطر: 32]
ومن تلك
النصوص التي تذكر أصناف الخالدين في العذاب، قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ
جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾ (الزخرف:74)، وقوله: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ
مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]، وقد
ورد في الحديث الشريف قوله a: (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا،
أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا)[1]
بل قد ورد في الحديث ما يدل على الخلود
المرتبط بهذه الجريمة، حتى لو فعلها الشخص بنفسه؛ ففي الحديث قال رسول الله a: (من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده، يتوجّأ بها في بطنه في نار جهنم
خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سمّاً فقتل نفسه، فهو في يده يتحساه في نار
جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم
خالداً مخلداً فيها أبداً)[2]، وفي رواية: (الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعنها يطعنها في
النار)[3]
وهذه
النصوص المقدسة مطلقة تشمل المؤمنين وغيرهم، ولذلك؛ فإن إخراج المؤمنين من هذه
العقوبة بسبب إيمانهم نوع من التعدي والتأويل للنص، وهذا ما جعل الكثير يتساهل في
القتل، ويعتبره من الذنوب الهينة.
ومن
الأدلة العقلية على هذا، أن ذلك المجرم الذي قتل إنسانا، هو لم يقم بقتله فقط،
وإنما حال بينه وبين سيره التصاعدي للكمال، فقد يكون ذلك المقتول كافرا، وكان في
إمكانه
[1]
رواه النسائي (7/84) وأبو نعيم في الحلية (4/147) والطبراني في المعجم الكبير
(10/119).