نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 521
لدروسهم أحسن
استيعاب، حينها يكتفي بالثناء على التلاميذ وعلى الأساتذة، وقد يقرر أن يكافئهم
بما يستحقونه من الدرجات والجوائز.
فهذا المفتش، لم يفعل ذلك إلا بناء على صفة
راسخة فيه هي الرحمة بهم، والتي اختلف تنفيذها في الواقع بحسب المحل الذي تعامل
معه.. فالمحسنون أحسن إليهم، والمسيئون أرسل إليهم من يقوم بتهذيبهم وإعادتهم إلى
جادة الصواب.
لكن الذي لا يفهم دوافع ذلك المفتش قد يتهمه
بالجور والقسوة؛ فيزعم أنه اشتد على المدرسة الأولى بناء على قسوته وظلمه وجبروته،
وأنه أحسن للمدرسة الثانية بناء على فقدانه للعدل، ولو أنه كان عادلا لتعامل مع
الجميع بصفة واحدة.
وهكذا يردد مثيرو الشبه، والذين يحاول البعض
الرد عليهم، لا بتوضيح حقيقة الرحمة، وتعدد مظاهرها، وإنما بمحاولة الانقلاب على
القيم الواردة في النصوص المقدسة، لتنسجم مع ما يطلبه أصحاب الأهواء من الرحمة.
وهكذا بعد أن توضح السورة الكريمة الدوافع
التي دفعت لنشأة الكون، توضح الغاية التي يسير إليها، والتي تقوم الرحمة الإلهية
بتسيير الخلق نحوها، وهي ما عبر عنه قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]
وهذه الآية الكريمة توضح أصلا مهما جدا، لا
يمكن فهم حقائق المبدأ والمعاد من دونه، فأول الآية يدل على الغاية، وآخر الآية
يدل على المنهج..
أما أول الآية، فهو [الحمد لله]، وهو غاية
الكون.. أي التعريف بكمال الله تعالى الذي لا نهاية له.. وقد اختار الله من أسمائه
للدلالة على هذا اسمه [الله]، وهو الجامع لجميع الأسماء الحسنى.. وبذلك فإن الغرض
من الكون هو التعريف بأسماء الله الحسنى التي لا نهاية لها، والتواصل مع الله
عبرها.
وأما الطريق إلى ذلك، أو المنهج المؤدي إليه،
فقد تكفل به اسم [رب العالمين]، وهو
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 521