نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 496
وهذا
يشير إلى فرق من الفروق المهمة بين أصحاب اليمين والمقربين، فالمقربون أصحاب
التسليم المطلق لله، ولذلك يعطون بحسب ما يرضى الله لهم، وأما من دونهم، فيعطون
بحسب رغباتهم واختياراتهم، ولذلك كانت جنتهم دون جنة المقربين بكثير.
وقد
وصف السدر بكونه مخضودا، تمييزا له عن سدر الدنيا، ذلك أن (السلبية الموجودة في
هذا الشجر أنه ذو شوك إلا أن وصفه بـ (مخضود) من مادة (خضد) ـ على وزن (مجد) ـ
بمعنى (إزالة الشوك) تنهي آثار هذه السلبية في شجر سدر الجنة)[1]
وقد
ورد في الحديث أن أعرابيا قال لرسول الله a: يارسول الله لقد ذكر الله في
القرآن شجرة مؤذية وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها؟ فقال رسول الله a:
«وما هي» قال: السدر، فإن لها شوكا، فقال رسول الله a: «أليس يقول الله: في سدر
مخضود، يخضده الله من شوكه فيجعل مكان كل شوكة ثمرة، إنها تنبت ثمرا يفتق الثمر
منها عن إثنين وسبعين لونا من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر)[2]
وهذا يشير إلى أن أطعمة الجنة خالية من
الزوائد والأذى والقشور وغيرها من الذي يوجد مثله في الدنيا.. ولذلك لا محل هناك
للقمامة.. ذلك أن كل الطعام يؤكل، وليس هناك شيء يرمى.. وكل شيء هناك محضر جاهز لا
يحتاج لأي طبخ، بالإضافة إلى أن ذلك الطعام يخرج على هيئة مسك، ومن كل الجسم،
ولذلك لا حاجة لدورات المياه التي نراها في الدنيا، ذلك أن الدنيا دار للاختبار،
لذلك كان النعيم فيها ممزوجا، بخلاف نعيم الآخرة الخالص.
ويشير إلى هذا كله قوله a: (كلوا
التين فلو قلت: إن فاكهة نزلت من الجنة بلا عجم لقلت هي التين)[3]