نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 448
كثيرا عن المشاهد التي نقرؤها في كتب التاريخ
والأساطير عن مجالس الملوك والأمراء.. حيث يقربون ندمانهم، ثم يصلونهم بأنواع
الصلات.. وهي علاقة مادية صرفة لا مجال فيها للمشاعر السامية، ولا للعواطف الجياشة
التي رأيناها عند أهل العرفان.
ومن العجب الذي نراه في أمثال هذه الروايات
هو إسكانهم لله سبحانه وتعالى خالق هذا الكون جميعا في دار من دور الجنة ليجاورهم،
ويصلهم، وتزداد صورهم حسنا بذلك، وكأن الله تعالى لم يخلق سواهم، ولا له تدبير
لغيرهم.
ومن العجب الأكبر هو أحاديثهم عن جمال الله
تعالى.. وهي أحاديث عن الجمال الحسي، لا عن الجمال العظيم الذي لا يمكن الإحاطة
به، ومن أمثلة ذلك ما قاله الهرَّاس، فقد قال: (أما جمال الذات ؛ فهو ما لا يمكن
لمخلوق أنَّ يعبر عن شيء منه أو يبلغ بعض كنهه، وحسبك أنَّ أهل الجنة مع ما هم فيه
من النعيم المقيم وأفانين اللذات والسرور التي لا يقدر قدرها، إذا رأوا ربهم، وتمتعوا
بجماله ؛ نسوا كل ما هم فيه،واضمحل عندهم هذا النعيم، وودوا لو تدوم لهم هذه
الحال، ولم يكن شيء أحب إليهم من الاستغراق في شهود هذا الجمال،واكتسبوا من جماله
ونوره سبحانه جمالاً إلى جمالهم،وبقوا في شوق دائم إلى رؤيته،حتى إنهم يفرحون بيوم
المزيد فرحاً تكاد تطير له القلوب)[1]
وهو في هذا الكلام الذي يشبه كلام العارفين
في ألفاظه، إلا أنه لا يرقى إلى مقاصدهم.. فالجمال عنده هو جمال صورة الله الحسية
التي لم يتصوروا أن يعرف الله من دونها.
ثانيا:
التواصل مع الأسر، ويدل عليه بالإضافة لتلك الآية الكريمة قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا
مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)
وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا