نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 439
3 ـ التكريم والإهانة:
من أنواع الجزاء
المعنوي التي ورد الاهتمام بها كثيرا في النصوص المقدسة، تكريم الله تعالى
للمؤمنين، وإهانته لغيرهم، وفي جميع المحال، ابتداء من لحظات الموت، وانتهاء بدار
الجزاء.
وهو جزاء وفاق مرتبط بالأعمال، والاختيارات
التي اختارها المحسنون أو المسيئون لأنفسهم.. ذلك أن المحسنين تواضعوا لله، ولعباد
الله، وفي أرض الله، ولم يتجبروا، أو يتكبروا، أو يتسببوا في أي إهانة أو أذى
لغيرهم؛ فلذلك جازاهم الله على هذه المعاملات الطيبة بكل أنواع التكريم التي لم
تخطر على بالهم.
وعلى عكسهم أولئك المنحرفون المتجبرون الذين
استعلوا على الله، وتمردوا على أحكامه، والقيم التي أمر بمراعاتها، فلذلك لاقاهم كل
شيء بعد موتهم بأنواع الإهانة.
ولذلك كان من أوصاف العذاب في القرآن الكريم
كونه مهينا، كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ
لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آل عمران: 178]
وقد وصف القرآن الكريم المستحقين لهذا النوع
من العذاب، وكلها متناسبة مع الإهانات التي يتعرضون لها، ومنها التمرد على الله
ورسوله ومجاوزة الحدود، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾
[النساء: 14]
ومنها البخل وكتمان فضل الله، كما قال تعالى:
﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ
مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا
مُهِينًا﴾ [النساء: 37]