نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 42
الصادر من الأعماق، والذي يهز العرش والفرش!
فهل يمكن أن لا يهتم به اهتمامَه بدعاء المعدة الصغيرة ولا يُرضي هذا الإنسان؟
ويعرّض حكمتَه الكاملة ورحمتَه المطلقة للإنكار؟ كلا.. ثم كلا ألف ألف مرة كلا) [1]
ليس ذلك فقط ما يتساءل عنه العقل الحكيم، بل
إن هناك أسئلة أخرى كثيرة، منها ما عبر عنه النورسي بقوله: (هل يقبل العقل ـ بوجه
من الأوجه ـ أن القدير الحكيم ذا الرحمة الواسعة وذا المحبة الفائقة وذا الرأفة
الشاملة والذي يحب صنعتَه كثيرا، ويحبّب نفسه بها إلى مخلوقاته وهو أشد حبا لمن
يحبونه.. فهل يعقل أن يُفني حياةَ مَن هو أكثر حبا له، وهو المحبوب، وأهل للحب،
وعابد لخالقه فطرةً؟ ويُفني كذلك لبَّ الحياة وجوهرها وهو الروح، بالموت الأبدي
والإعدام النهائي، ويولّد جفوة بينه وبين محبيه ويؤلمهم أشدّ الإيلام، فيجعل سرَّ
رحمته ونور محبته معرّضا للإنكار!) [2]
ثم يجيب عن ذلك قائلا: (حاشَا لله ألف مرة
حاشا لله.. فالجمال المطلق الذي زيّن بتجليه هذا الكون وجمّله، والرحمة المطلقة
التي أبهجت المخلوقات قاطبة وزيّنتها، لاشك أنهما منـزّهتان ومقدستان بلا نهاية
ولا حد عن هذه القساوة وعن هذا القبح المطلق والظلم المطلق) [3]
3 ـ الموت وبرهان الربوبية:
ويشير
إلى هذا البرهان قوله تعالى في سورة الفاتحة: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) ﴾
[الفاتحة: 2 - 5]، فقد جمع الله تعالى في هذه السورة الكريمة، التي هي أم القرآن، بين
ربوبيته ومالكيته ليوم الدين، ذلك أن الربوبية