نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 406
(من لقى الله يشهد أن لا إله إلا الله دخل
الجنة)[1]
وكأن جبريل عليه السلام الذي جاء بهذا الحديث
يختلف عن جبريل الذي جاء بالقرآن الكريم، والمملوء بالترهيب من مخالفة القيم..
والذي نسمع فيه هذا الوعيد الشديد: ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا
أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ
مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا﴾ [النساء:123]
فكل هذه الأحاديث تتنافى مع القرآن الكريم،
والترهيبات الشديدة الواردة فيه، وهي فوق ذلك تتنافى مع أحاديث أخرى كثيرة، لا تقل
عنها صحة، ومنها قوله a في خطبته في حجة الوداع: (أتدرون أى يوم هذا، وأى
شهر هذا، وأى بلد هذا؟)، قالوا: هذا بلد حرام وشهر حرام ويوم حرام، قال: (ألا وإن
أموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى بلدكم هذا، ألا وإنى فرطكم على
الحوض أنتظركم وأكاثر بكم الأمم؛ فلا تسودوا وجهى، ألا وقد رأيتمونى وسمعتم منى
وستسألون عنى؛ فمن كذب على فليتبوأ مقعده من النار، ألا وإنى مستنقذ أناسا ومستنقذ
منى أناس فأقول يا رب أصحابى فيقول إنك لا تدرى ما أحدثوا)[2]
فهذا الحديث وهو مروي في جميع الصحاح
والمسانيد والسنن يخبر فيه رسول الله a أنه حرم من الشفاعة في أصحابه
الذي عرفهم، وقد كانوا يصلون ويصومون ويتوضأون ويحجون ويمرضون..ومع ذلك لم يخرجوا
من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.
وهكذا نرى القرآن الكريم يحذرنا من ذلك اليوم
الخطير الذي لا تنفع فيه أمثال تلك
[1]
رواه أحمد (4/404 رقم 19634) والطبرانى فى الصغير (2/62 رقم 784) قال الهيثمى
(10/369) : رواه أحمد والطبرانى، وأحد أسانيد الطبرانى رجاله ثقات.
[2]
رواه أحمد (5/412، رقم 23544) (5/393، رقم 23385) ، والبخارى (5/2404، رقم 6205)،
والنسائى فى الكبرى (2/444، رقم 4099).
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 406